الآلاف يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة
الآلاف يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة
تظاهر آلاف الإسرائيليين، مساء السبت، في ساحة "الرهائن" وسط تل أبيب، مطالبين الحكومة ببذل مزيد من الجهود من أجل إطلاق سراح 49 رهينة لا يزالون محتجزين في قطاع غزة منذ هجوم حركة "حماس" في 7 أكتوبر 2023، وفق ما أفاد به مراسلو وكالة "فرانس برس".
ويُعد هذا التجمع الأول من نوعه منذ انتهاء الحرب بين إسرائيل وإيران في 24 يونيو الجاري، والتي استمرت 12 يوماً.
وأعادت الهدنة المفاجئة مع طهران بعض الأمل لعائلات الرهائن في إمكانية التوصل إلى اتفاق مشابه ينهي الحرب في غزة ويفضي إلى تحرير المحتجزين.
استئناف التظاهرات
وتسببت القيود الأمنية خلال الحرب مع إيران في تعليق التظاهرات الأسبوعية لعائلات الرهائن التي كانت تُنظم منذ شهور في ذات الموقع. إلا أن انتهاء المواجهة أفسح المجال أمام عودة الاحتجاجات الشعبية، حيث تجمّع الآلاف مساء السبت وهم يرفعون الأعلام الإسرائيلية ولافتات تحمل صور الرهائن، إلى جانب شعارات تطالب بإنهاء الحرب وإعادة جميع المحتجزين.
وشهدت الساحة كلمات لعدد من الرهائن السابقين وأفراد عائلات الضحايا، وسط هتافات تطالب الحكومة الإسرائيلية بـ"التحرك الفوري"، و"تقديم تنازلات إن لزم الأمر" للتوصل إلى اتفاق تبادل.
دعوات لاتفاق شبيه
في بيان صادر عن منتدى عائلات الرهائن والمفقودين، جاء أن "الحرب مع إيران انتهت باتفاق، ويجب أن تنتهي الحرب في غزة بالطريقة نفسها – باتفاق يعيد جميع الرهائن إلى ديارهم".
وأضاف المنتدى أن استمرار احتجاز 49 شخصاً، مع تأكيد الجيش الإسرائيلي وفاة 27 منهم على الأقل، يمثل فشلاً مستمراً يستوجب مراجعة المسار السياسي والعسكري.
وتزايدت الضغوط على حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، التي تواجه انتقادات داخلية وخارجية بشأن أسلوب إدارتها للملف الإنساني للرهائن.
وطالب العديد من المتظاهرين بضرورة تغليب الحل التفاوضي على التصعيد العسكري، خاصة في ظل تعثر جهود التوصل إلى صفقة شاملة رغم مرور 20 شهراً على بدء الحرب في غزة.
مناشدات لترامب للتدخل
وفي تحول لافت، رفع عدد من المتظاهرين لافتات تطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتدخل لوقف إطلاق النار وتأمين صفقة تشمل الإفراج عن الرهائن.
وكتب على إحدى اللافتات "الرئيس ترامب، أنهِ الأزمة في غزة.. نوبل تنتظر"، في إشارة إلى جائزة نوبل للسلام، في دلالة على التقدير الشعبي لبعض الأوساط الإسرائيلية لدوره في دعم إسرائيل.
وأعربت ليري ألباغ، إحدى الرهائن السابقات التي أُفرج عنها خلال تبادل سابق، عن أملها في تحرّك مشترك بين نتنياهو وترامب، قائلة: "لقد اتخذتما قرارات شجاعة في مواجهة إيران، والآن حان الوقت لاتخاذ القرار الشجاع بإنهاء الحرب في غزة وإعادة أحبائنا".
مأزق سياسي وإنساني
رغم عدة جولات من الوساطة المصرية والقطرية والأمريكية، لا تزال المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس متعثرة، فيما تُبدي تل أبيب تشدداً في شروطها لاستئناف التفاوض، مقابل إصرار حماس على وقف إطلاق نار دائم وانسحاب كامل قبل تنفيذ أي صفقة.
وبينما تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية المحدودة في قطاع غزة، تُلقي التطورات الإقليمية بظلالها على آفاق التهدئة. إذ تخشى الأطراف الدولية أن يؤدي أي تصعيد جديد إلى تقويض إمكانية التوصل إلى اتفاق شامل، خاصة في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع، وانعدام الثقة بين الجانبين.